مكتب أخبار مينانيوزواير – أحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً سريعاً في طريقة اتخاذ المستهلكين لقرارات الشراء، مما يبسّط عملية الشراء التي كانت مربكة في السابق، ويوضح تقرير جديد صادر عن وايرد للاستشارات بالتعاون مع غوغل، يوضح الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها الذكاء الاصطناعي لتغيير طريقة تسوق المستهلكين، مما يقلل من حالة التردد ويعزز الثقة ويقلل من شعور المشتري بتأنيب الضمير. وفي ظل الرقمنة والعولمة التي توفر مجموعة مذهلة من الخيارات، غالبًا ما يجد المستهلكون اليوم أنفسهم غارقين في الخيارات.
من مواقع المقارنة إلى الأسواق عبر الإنترنت، يؤدي هذا الكمّ الهائل من الخيارات المتاحة عبر المنصات المختلفة إلى معاناة المستهلكين مما يسميه الخبراء “الحمل الزائد من الخيارات”. وكشفت دراسة حديثة أجرتها غوغل أن 67 % من المستهلكين يشعرون أن اتخاذ القرار الصحيح بات يتطلب جهدًا أكبر من أي وقت مضى. ويتدخل الذكاء الاصطناعي الآن لحل هذا التحدي، وذلك باستخدام خوارزميات متقدمة لفهم نوايا المستهلكين وتقديم توصيات مخصصة وملائمة للمنتجات.
يسلط التقرير الضوء على الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي التي تساعد المستهلكين في التنقل بين “الوسط الفوضوي” للتسوق، وهو مصطلح يستخدمه علماء السلوك لوصف المرحلة المعقدة بين اتخاذ قرار شراء شيء ما وإجراء عملية الشراء فعليًا. وأفاد غالبية المستهلكين، 79%، إنهم يرحبون بمساعدة الذكاء الاصطناعي في فهم احتياجاتهم بشكل أفضل، فيما يرى 82 % من المستهلكين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقلل بشكل كبير من الوقت الذي يقضونه في البحث عن المشتريات المحتملة.
ويرى مايك ماسون، كبير مسؤولي الذكاء الاصطناعي في شركة ثوت ووركس للاستشارات التكنولوجية، أن الشركات التي تتفوق في تبني الذكاء الاصطناعي ستكون صاحبة الريادة في المستقبل، وأوضح قائلاً: “الشركات التي ستنجح بشكل أفضل خلال السنوات العشر القادمة هي الشركات التي ستحقق أفضل استخدام للذكاء الاصطناعي”. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يتعلق فقط بتحسين الراحة وإنما يمكنه أيضًا خلق تجربة تسوق أفضل بشكل عام.
كما يتعمق التقرير كذلك في مسار تطور الذكاء الاصطناعي، لا سيما ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يحقق بالفعل خطوات كبيرة في إعادة تشكيل تفاعلات المستهلكين. وخلافاً للتعلم الآلي التقليدي، لا يقتصر الذكاء الاصطناعي التوليدي على نتائج محددة للمهام. فهو قادر على التفكير الإبداعي، ومعالجة كميات هائلة من البيانات، وإنتاج استجابات أشبه ما يكون بالبشر. هذا التطور ملحوظ بشكل خاص في أحدث جيل من روبوتات الدردشة الآلية، والتي تقدم الآن تفاعلات أكثر سلاسة ودقة مع المستهلكين. هذه التطورات يمكن أن تجعل روبوتات الدردشة الآلية تبدو قريباً مثل مساعدي المبيعات الخبراء أكثر من الأدوات المحبطة ذات البعد الواحد التي كانت في الماضي.
وأكدت كاري ثارب، نائبة رئيس الحلول والصناعات العالمية في غوغل كلاود، على أن تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يمتد إلى ما هو أبعد من التطبيقات الحالية. وقالت ثارب: “قد يوفر الذكاء الاصطناعي التوليدي للمستهلكين أنواعًا جديدة تمامًا من استراتيجيات اتخاذ القرار”، مضيفةً أنه مع تحسن التكنولوجيا، ستصبح جزءًا أساسيًا من رحلات الشراء للمستهلكين. كما ترى أن الذكاء الاصطناعي يساعد المتسوقين على اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً وسرعة فضلاً عن تعزيز رضاهم العام عن مشترياتهم.
ومع ذلك، فإن هذا التحول لا يخلو من التحديات، حيث أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي يعني أنه يجب على الشركات إعادة التفكير في كيفية التعامل مع المستهلكين. وكما أوضحت ماري غولين-ميرل، نائبة الرئيس العالمي للتسويق الإعلاني في غوغل، سوف تحتاج العلامات التجارية إلى ضمان تكيّفها مع سلوك المستهلكين القائم على الذكاء الاصطناعي أو المخاطرة بتعرضها لخطر التهميش. وقالت: “تحتاج الشركات إلى قيادة الصناعة خلال هذه اللحظة المحورية، وإلا فقد تتخلف عن الركب”.
يمتد تأثير الذكاء الاصطناعي على التسوق إلى ما هو أبعد من مجرد تقديم التوصيات. فمع أدوات مثل المعاينة الافتراضية، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة المستهلكين على رؤية ومعاينة المنتجات قبل الشراء، مما يعزز الثقة ويقلل من المرتجعات. وقد وصف كريس روب، كبير مسؤولي العملاء في فيكتوريا سيكريت، كيفية مساعدة المساعدين الافتراضيين المعتمدين على الذكاء الاصطناعي تحسين الدقة في مساعدة موظفي المبيعات، مما يتيح تجارب أفضل للعملاء في الوقت الفعلي.
في نهاية المطاف، من المتوقع أن ينمو دور الذكاء الاصطناعي في رحلات المستهلكين. ومع ازدياد اعتياد المستهلكين على الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، فإن العلامات التجارية التي تدمج الذكاء الاصطناعي بفعالية في عملياتها ستكون لها اليد العليا. وقد يتشكل مستقبل التسوق من خلال مدى سرعة الشركات في تبني هذه التكنولوجيا لتحسين تجارب المستهلكين، وتبسيط عمليات اتخاذ القرار، وبالتالي، جعل التسوق أكثر متعة.